بابلو نيرودا
ترجمة \ أحمد عبد اللطيف
نمتُ إلى جوارك طوال الليل
على شاطئ البحر
في الجزيرة .
وكنتِ وحشية جداً ، لذيذة جداً
وبقيتُ بين اللذة والمنام
بين الماء والنار
ربما التقتْ أحلامُنا
متأخرة أكثر من اللازم
في القمة أو في القاع
في الأعالي
كالأفدان يهزها الريح
أو في الخفاء كجذور حمراء
تتلامس.
ربما ابتعد حلمكِ عن حلمي
وراح يبحث عني وسط ظلمات البحر
كما حدث من قبل
حين لم تكوني موجودة بعد
حين أبحرتُ إلى جوارك
ولم أكن أراك بعد
وبحثت عيناكِ
عما أغمركِ به الآن:
الخبز والخمر والعشق والغضب.
لأنكِ أنت القارورة
التي كانت تنتظر عطايا حياتي
لقد نمت إلى جوارك
طوال الليل
بينما تدور الأرض السوداء وتلف
بأحيائها وأمواتها
وحين استيقظتُ فجأة
وسط الظلال
التفت ذراعاي حول خصرك
فلا الليل، ولا النوم
استطاعا أن يفرقا بيننا
لقد نمت إلى جوارك
وعند صحوي
وجدتُ في فمكِ
الخارج تواً من النوم
طعم الأرض
طعم المياه البحرية
طعم طحالب البحر
طعم أعماق حياتكِ.
واستقبلتُ قبلتك
برطوبة الفجر
فكأنما جاءتني من البحر
الذي يحيط بنا
_________
من ديوان أشعار القبطان