الخميس، سبتمبر 13، 2012

بعد المعركة

     توصيني أمي في كل ليلة ألا أنسى أن أطفيء الأنوار حتى لا يصيبني الأرق. تظن السيدة الطيبة أنني لا أفعل ذلك لأنني أخاف الأرواح الشريرة، فأحتمي في النور من زياراتها الثقيلة.


     أنام في النور يا أمي لأنني أخاف الوحدة، اللمبة النيون تسليني حتى أسقط في النعاس، ولوحات الجدران تشعرني بأن وجوهاً أخرى معي، حتى لو كانت محض صور. دخان السجائر يذكرني بالوجود والغياب، وانحرافه عن الخط المستقيم يشكّل صورتي أمام نفسي. هنا يا أمي، تحت هذا النور الذي توصيني باطفائه، ضاجعت امرأة أحببتها ولا زالت الملاءة والوسادة تحمل رائحتها.



     أتعلمين يا أمي، أنا لا أخاف الارواح الشريرة، ولو كنت أعلم يقيناً انها تأتي في الظلام، لأظلمتُ البيت بأكمله، فالونس بالأرواح الشريرة، يا امي، أفضل من الوحدة، والحلم الذي اراني فيه وحيداً اسير في شارع طويل أشد لعنة من وجود الثعابين والقطط السوداء .



     مع ذلك يا امي، سأطيعك مرة واحدة في حياتي، سأطفيء الانوار، لكن ليس من اجل نوم هاديء، بل  دعوة لزيارة روح شريرة.  

جديد

«حصن التراب»: من ضيق الميلودراما إلى رحابة التاريخ

إبراهبيم عادل زيد   يعّرف «أحمد عبد اللطيف» روايته الجديدة «حصن التراب» بأنها (حكاية عائلة موريسكية). ولأول وهلة قد يبدو الحديث ...