الأربعاء، يونيو 18، 2008

شيء خطيرا جدا سيحدث في هذه القرية

حكي جارثيا ماركيز ، نوبل 1982، ذات مرة في احدي لقاءاته ، واحدة من أجمل قصصه القصيرة ، و عنوانها " شيء خطير جدا سيحدث في هذه القرية " تقول هذه القصة ـ الحدوتة ـ الحكمة : استيقظت سيدة ذات صباح بوجه عبوس ، جلست لتتناول افطارها مع ابنها و بنتها ، فسألها أحدهما عن سبب حزنها ، فقالت إنها رأت في المنام حلما يزعجها ، و أضافت ، شيء خطير جدا سيحدث في هذه القرية ! . ابتسم ابناها ، و قالا لأمهما " لا تصدقي في هذه الأشياء" . في المدرسة كان الولد مشغولا بما قالته أمه ، و بعد انتهاء اليوم الدراسي خرج ليلعب البلياردو مع أحد زملائه ، و كانت هذه عادتهما اليومية ، فهزمة زميله علي غير العادة عدة مرات . و في النهاية سأله عن سر انشغاله ، فأخبره الولد أن أمه رأت في المنام أن شيئا خطيرا جدا سيحدث في هذه القرية . عاد زميل ابن السيدة للبيت ، و أثناء تناول الغداء مع أسرته قال ساخرا إن أم فلان زميله في المدرسة تقول إن شيئا خطيرا جدا سيحدث في قريتنا ، فوبخته أمه و قالت له إنه لا يصح أن يسخر من سيدة كبيرة ، فرأيهن دوما ما يصيب . في اليوم التالي ذهبت هذه السيدة( أم زميل ابن السيدة صاحبة الرؤية ) للسوق لشراء حاجات يومها ، و عندما كانت أمام الجزار طلبت منه كيلو لحم ، ثم تراجعت و قالت " وللا أقول لك خليهم اتنين كيلو " ، و أضافت : أصلهم بيقولوا إن في شيء خطير جدا هيحصل في هذه القرية " ، نظر لها الجزار بقلق ، لكن السيدة لم تفسر له شيئا . ذهبت السيدة و ظل الجزار شاردا ، جاءت سيدة أخري و طلبت كيلو لحم ، " أنصحك تاخدي اتنين كيلو احسن دول بيقولوا ان في شيء خطير جدا هيحصل في قريتنا " ، نظرت له المرأة و قالت " مادام في شيء خطير هيحصل ، اديني خمسة كيلو " . في غضون عدة أيام سمعت السيدة التي رأت الرؤية ضجيجا و جلبة في الشارع ، فخرجت للشرفة مع ابنيها ، فوجدت عددا هائلا من العربات النقل تحمل اثاثا ، و في طريق خروجها من القرية ، حينها نظرت المرأة لابنيها وقالت " ألم أقل لكما أن شيئا خطيرا جدا سيحدث في هذه القرية " .

جديد

«حصن التراب»: من ضيق الميلودراما إلى رحابة التاريخ

إبراهبيم عادل زيد   يعّرف «أحمد عبد اللطيف» روايته الجديدة «حصن التراب» بأنها (حكاية عائلة موريسكية). ولأول وهلة قد يبدو الحديث ...